أخبار الموقع

إغتيال الشوق في منتصف الطريق

مقال لـــ حلمي مرعي


رسالة من ربوع الوطن الجريح إلى المغترب اليمني من ترك فِلذات كبده وشريكة حياته وذهب يبحث عن لقمة العيش. إني اقرئك السلام وتحية الوطن من بين الركام ورحمة الله وبركاته من هذه المدينة البائسة "تعز" أما بعد لا شيء يسبق سؤالي عن حالك، خارج حدود الوطن آمل أن تكون بخير أما حالُنا فهو كما تركتنا عليه قبل مضي ثلاث سنوات لا شيء تغير إلى الأفضل تراكمت علينا الأحزان وأثقلت كاهلنا الأيام غلاء المعيشة أنهكنا وتفشي الجريمة أرعبنا فكل شيء تغير عن مجراه أصبحنا نخاف من كل شيء حتى مِمن ولّآهم الله علينا. أيها الغائب عن العين الحاضر في القلب سامحني إن خذلتك الدموع متأثراً بما كتبته لك ما أود أن أخبرك به هو أن تكون قوياً وإن تجاوز شوقك للأهل النصاب إياك أن تنوي العودة إلى الجحيم لا شيء يستحق أن ترجع لإجله لقد طغت ملامح الحزن على وطننا وغادرت السعادة محيانا أرجوك لا تفكر بالعودة إصبر حسبك الله لا تعجل إنا نخشى أن يُغتال شوقك في منتصف الطريق؛ فالطريق ليست آمنة تماماً فلعلك قد سمعت بمقتل السنباني القضية التي أحزنت اليمن شمالاً وجنوباًوقضية مقتل الدكتور عاطف الحرازي يوم أمس أصبر حسبك الله لا تعجل ولا تكترث للأمر بل ضع صورة لأطفالك على حائط غرفتك الآن علها تخفف بعض من الشوق لديك ثم أصبر واحتسب حتى يفرج الله عنا والوطن ما نحن فيه.


ليست هناك تعليقات